خر اخبار و مستجدات الأحداث فى مصر و المظاهرات الاحتجاجية يوم الغضب
امريكا: حكومة مصر لا يمكنها الاكتفاء باعادة ترتيب الاوراق
واشنطن (رويترز) - أبلغت الولايات المتحدة الرئيس المصري حسني مبارك يوم السبت بأنه لا يمكنه الاكتفاء بمجرد " اعادة ترتيب الاوراق" من خلال تغيير الحكومة وضغطت عليه لتلبية وعده بإجراء اصلاح حقيقي.
وبينما تحدى الاف المحتجين المصريين الغاضبين حظرا للتجول واصلت واشنطن الضغوط على مبارك للاذعان لنداءات الرئيس باراك اوباما لاجراء تغيير وان يأخذ تهديد البيت الابيض مأخذ الجد باجراء مراجعة شاملة للمساعدات الامريكية اذا تقاعس عن عمل ذلك.
وتجري ادارة اوباما توازنا دقيقا وهي تحاول تجنب التخلي عن مبارك -- وهو حليف استراتيجي مهم للولايات المتحدة منذ 30 عاما -- مع دعم المحتجين الذين يسعون للحصول على حقوق سياسية أوسع ويطالبون أيضا بالاطاحة بمبارك. لكن واشنطن لديها خيارات محدودة للتأثير على الموقف.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كراولي في رسالة على موقع تويتر انه لا يمكن للحكومة المصرية الاكتفاء "باعادة ترتيب الاوراق."
وأضاف "كلمات الرئيس مبارك التي تعهد فيها بالاصلاح يجب ان يعقبها عمل" مرددا دعوة الرئيس باراك اوباما لاجراء اصلاحات.
جاءت تصريحات كراولي قبل ان يختار مبارك مدير جهاز المخابرات عمر سليمان نائبا للرئيس وهو منصب كان مبارك يشغله قبل ان يتولى الرئاسة ولم يشغله أحد طوال فترة حكمه المستمر منذ 30 عاما.
ولم يرد على الفور أي رد فعل امريكي على تعيين سليمان الذي قام بدور بارز في علاقات مصر مع الولايات المتحدة وحليفها اسرائيل.
وأجرى كبار مساعدي اوباما محادثات استمرت ساعتين في البيت الابيض لبحث الازمة المصرية في اجتماع ترأسه مستشار الامن القومي توم دونيلون وانضم اليه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جو بايدن من خلال الهاتف.
وفوجئت الادارة الامريكية بالازمة السياسية التي هزت الشرق الاوسط في الايام الاخيرة من مصر الى تونس ومن لبنان الى اليمن.
وقال كراولي "شعب مصر لم يعد يقبل الوضع القائم. انهم يتطلعون الى حكومتهم لعملية لها مغزى لدعم اصلاح حقيقي."
وأضاف "بينما مازال المحتجون في شوارع مصر فاننا لا زلنا نشعر بالقلق بشأن احتمال وقوع اعمال عنف ومرة اخرى نحث جميع الاطراف على ضبط النفس."
وأصدرت ادارة اوباما مرات عديدة نداءات لضبط النفس للحكومة والمحتجين في مصر حيث استمرت الاضطرابات المناهضة للحكومة لليوم الخامس رغم قيام مبارك باصدار الامر لجيش بالنزول الى الشوارع.
وتحدث اوباما مباشرة الى مبارك يوم الجمعة وقال انه أبلغه بأن عليه القيام باصلاحات شاملة بينما أوضح مسؤولون امريكيون ان المساعدات الامريكية لمصر التي تبلغ 1.5 مليار دولار عرضة للخطر.
وقال اوباما انه ضغط على مبارك لتنفيذ وعوده بشأن ديمقراطية أوسع واصلاح اقتصادي بعد فترة قصيرة من القاء مبارك كلمة اذاعها التلفزيون عزل فيها الحكومة استجابة لاحتجاجات عنيفة في مدن مصرية.
وتسبب الازمة في مصر ورطة للولايات المتحدة. فقد كان مبارك (82 عاما) حليفا وثيقا لواشنطن ويستفيد من المساعدات الامريكية على مدى عقود مبررا حكمه الاستبدادي بالاشارة الى الخطر الذي يمثله التشدد الاسلامي.
وتلعب مصر دورا مهما في عملية صنع السلام في الشرق الاوسط وتنظر اليها واشنطن على انها بلد له ثقل كبير موازن لنفوذ ايران في المنطقة.
لكن منظمات حقوق الانسان اتهمت الحكومات الامريكية المتعاقبة بأنها كانت متسامحة للغاية مع انتهاكات مصر لحقوق الانسان.
وفي واشنطن احتج عشرات الاشخاص سلميا خارج السفارة المصرية. وأخذ المحتجون يرددون هتافات تطالب بتنحي مبارك ولوحوا بلافتات كتب عليها "تسقط دكتاتورية مبارك المدعومة من الولايات المتحدة" و" مبارك ارحل