تتطاير ريشات صغيرة يقلّها النسيم العليل في صباح
نيسانيّ لطيف تعبر بخفة فوق بحيرة زرقاء حط على
ضفتها لقلق مهاجر شرب الماء ألفراتيّ وحلّق قصيّا
طلبا للوطن والأمان.
بين الأشجار وقفنا متيمين وبنظرة الباحث عن شيء
أضاعه أبصر في عينيّ خجلا " وحياء وجالت فوق
شفتيه ابتسامة حائرة لم ينطق بكلمة واحدة فكلّما حاول
جاهدا" أن يعبر بصدق عما يعتمل في مهجته خانته
الكلمات كأنّه نسيها فجأة وفقد ذاكرة الكلام هكذا هو كلّما
جاء يغازلني تبعثرت منه الأحرف وضاعت معها
الكلمات وبأجمل اللحظات طال صمته.
تمنيت لو أن بيدي أن أخفي نور الشمس حتى يستجمع
بالظلام قواه وينطق بكلمة واحدة كلمة تاقت روحي
لسماعها
(أحــبــــــــــــــك)
أعلم أنه يخجل من أن يبدي ما في فؤاده
لكن عيناه نطقت وببلاغة شديدة عما كان يخفيه تحت غطاء الكبرياء والصمت الغريب
تمنيت أياما"مديدة لو ينهب مني كلمة غزل واحدة يقولها لي.
هو كما الأطفال كلّما أحس بالارتباك تلعثم قليلا وأخذ
يتحرك مبتعدا يروح ويغدو بارتباك ملحوظ وعدّل مجرى الحديث وخرجت من داخله
ضحكة مجلجلة ليخفي خلفها بحرا"من الترح والدموع
فكلّ رجلٍ طفلٌ كبير ينقب عمّن يؤنس وحدته
السقيمة.
و كلّما ضاقت عليه منافذ الحديث طلب الرجوع وترك
المكان
هكذا هو حبيبي خجول بكبرياء، صامت بشموخ ،حتى
أني أعشق سكينته ولحظات صمته الطويلة أبدع من كل
اللحظات وأرق من كل النسمات
هكذا هو حبــيـــــبــــــي !!